الخنساء مشرف عام
الاسم بالعربية : الخنساء المهنة : طالبة علم الاهتمامات : الإبداع الأدبي الهوايات : المسابقات الفكرية والثقافية المزاج : أقبل النصيحة وأبحث عن الأمان تاريخ التسجيل : 23/02/2010 رقم العضوية : 3 عدد المساهمات : 254 نقاط المساهمات : 6174 نقاط تقييم متنوعة : 3
| موضوع: كتاب " لننتصر على هتلر "؟ الإثنين أبريل 19, 2010 7:33 am | |
| صدر حديثًا عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية ؟"مدار " كتاب "لننتصر على هتلر" لمؤلفه أبراهام بورغ، في ترجمة عربية خاصة أنجزها بلال ضاهر وسليم سلامة وراجعها وقدّم لها أنطوان شلحت. ويتصدى بورغ، وهو الرئيس الأسبق للكنيست الإسرائيلي والوكالة اليهودية وأحد أبرز القادة السابقين في حزب العمل، في هذا الكتاب، لعملية تفكيك "شيفرة " الواقع الإسرائيلي في صيرورته الحالية. وفي سياق ذلك فإنه ينتقد، أساسًا، كون المحرقة النازية (الهولوكوست) تحدِّد شكل التصرفات والتفكير والاستخلاص، وفي آخر المطاف تصوغ هوية إسرائيل برمَّتها.
ويقول إنه يتم استغلال ذكرى الضحايا كمبرِّر للسياسة الإسرائيلية عامة، ولسياسة التهجير والاحتلال والقمع في فلسطين خاصة. ويكتب أنَّ "كلَّ شيء مسموح، لأنَّنا عانينا من المحرقة، ولا يجوز لأحد أن يقول لنا ما يجب علينا فعله".
ويضيف أنَّ "كلَّ شيء يبدو لنا خطرًا، كما أنَّ تطوّرنا الطبيعي بصفتنا شعبًا جديدًا ومجتمعًا جديدًا ودولة حديثة قد توقَّف". ومن خلال الإشارة إلى الماضي المتمركز من حول المحرقة يتم في الوقت الحاضر الحفاظ على الشعور بالتهديد المستمر، على الرغم من أنه لم يعد ثمة ما يبرِّره منذ فترة طويلة. وحتى لو أن سياسة الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، تمثِّل مشكلة خطرة في الوقت الحالي، مثلما يقول، فإنَّ المقارنة بينها وبين ما حدث في العام 1938، والتي يتم الالتجاء إليها من طرف بعض السياسيين، مثل زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو (رئيس الحكومة الإسرائيلية الحالية)، تشكِّل في واقع الأمر إساءة غير مشروعة إلى ذكرى المحرقة.
كما يرى أنَّ إسرائيل اليوم موجودة حيث كانت ألمانيا في نهاية فترة جمهورية فايمار؛ أي دولة قوموية وذات نزعة عسكرية وأسيرة صدمة قومية تحول دون التوجّه من غير تحفّظات نحو المستقبل. ويرى كذلك أنَّ ما كانت تمثِّله معاهدة فرساي في ألمانيا، يتجلى في المحرقة في إسرائيل. فمثلما تم هناك كذلك يتم هنا تحديد الهوية الخاصة بمعزل عن الآخرين.
وبسبب هذه الطروحات وغيرها فقد أثار هذا الكتاب جدلاً حامي الوطيس في إسرائيل، واعتبره كثيرون بمثابة ورقة طلاق بورغ من الحركة الصهيونية، في صيغتها الهرتسلية.
وأشارت مقدمة الكتاب بقلم أنطوان شلحت، على نحو خاص، إلى أن بورغ يعرض أيضًا في سياق الكتاب مشروعه الفكريّ الخاص، وهو يهدف بواسطته إلى شقّ طريق يمكن للذي يسلكها أن يبلغ، في نهاية المطاف، ما أسماه "الإسرائيلية المشتهاة، النظيفة" التي تنطوي على خصيصة التوازن الروحي، وذلك عبر النأي عن شوائب كثيرة علقت بها، ومنها على وجه التحديد "صهيونية هرتسل" ووطأة المحرقة النازية، وهذه الأخيرة تشكل برأيه أسّ المبررات للاستئثار بصورة الضحية، ولعدم استفظاع تقمص دور الجلاد باعتبار أن محارق الآخرين كانت وستظلّ أبدًا أدنى مرتبة من العذاب اليهودي.
وتابعت: إن ما يقف في صلب هذا المشروع، ضمن جملة أشياء أخرى، هو التخلي عما يسميه بـ "اليهودية الوراثية"، إلى ناحية الاندماج، من جهة أولى، في يهودية القيم السامية، ويهودية المصير المشترك، ومن جهة أخرى في هوية القيم واللغة والبرنامج المشترك للبشرية جمعاء.
وتوقفت المقدمة عند الاستنتاجات العامة التي يتوصل إليها بورغ، ومنها أن إسرائيل أصبحت الآن مجتمعا أقل استقلالية مما كانت عليه لحظة قيامها، وهي دولة محرقة أكثر مما كانت عليه بعد ثلاث سنوات من التحرير وفتح أبواب مصانع الموت التي أقامها النازيون وأعوانهم. وقليلة هي الادعاءات السياسية في إسرائيل التي لا تكون متشابكة بخيوط رفيعة أو بحبال سميكة، ومفتولة تماما، مع الماضي المحرقي. وهذا الماضي، على عكس جميع الأزمان الماضية الأخرى، ليس ماضيا يبتعد، وإنما هو ماض يقترب طوال الوقت، ماض أصبح جزءا لا يتجزأ من الحاضر الإشكالي لدى الجميع. كما أن إسرائيل تحولت إلى متحدثة باسم الموتى، دولة تتحدث باسم كل أولئك غير الموجودين، أكثر مما تتحدث باسم كل أولئك الموجودين. | |
|