بانت سناءُ
* عاشقٌ أضنى الغدر جسده ... فراح يروي ملحمته العاطفية من خلال أبيات هذه القصيدة :
بحر البسيط
يـا مَوطـِنَ السِّـحـرِ...يـا قـنديـلَ آياتي
يـا مــن تـَزيـدُ بَـهـاءً مـن قـصـيـداتـي
يـا مـن تـَقـولين أنَّ الشِّـعـرَ مَـسكـنـكِ
وأنَّ دَمـعـَكِ يَـجـري فـي مُـحِـيطـاتـي
لا الشَمسُ تــقــبَـلُ أَعــذاري وَلا قـَمَرٌ
فــفــاقَ عُــــذريْ أسـاطـيـرَ الحكايـاتِ
هَل أنَّ شِعري هُـراء ٌ قـَد تـَجـود بـِــهِ
نـَفـسي وَتـَعزِفُ يَوما ً عَن غــِوايــاتي
وَأَنَّ شِعري كَلام ٌ خــاطـِـىء ٌ بــِيـَدِي
وَما هُـوَ الشِّــعــرُ إلاّ مـِـن خــَـيــالاتـي
يا غيمَة ً صافَحَت شِعْري مُصافـَحـَـة ً
وَقَبــَّــلَتْ ثغـرَ فَـنـّـي وابــتِــكـــاراتـي
وَعانـَقـَـت غَـيثَ خـَدّي وارتـَوَت قُبُلاً
وَحَـلَّـقـَـتْ فـَـوقـَـهــا شـَـتـَّــى رِوايـاتي
أو مَعـبَدٌ مُـنـزَو ٍ للعـِـشــق رُحـتُ لـَهُ
طوعا ً ... ومغــفــرةً عَن كـل غاياتي
طرَّزتُ خَصرَكِ مـُجتاحا ً بـِهِ لـُغَـتـي
وأبـجَـدِي ٍّ بـِـقــَــدٍّ فــــي خـِطـابـــاتــي
أَهدَيتُ شِعرِيَ لِلشَمسِ التي انـتـَصَبَت
عَــلـياؤها قـِـمَماً مـِن شُـــمّ غــــابــاتـي
***************************************************
إِذا تـَــدَفـَّـَقــتُ كالـبحــرِ العـَظـيم فـلا
تـُنهي ـ من المَوج ِـ آمالَ انـحـِسـاراتي
إِذا تـَـقــَدَّمـتُ كالكـُحـل الجَميـل فـلا..
لا تـحرِمـيـني اللـُّجـوءَ الحُـرَّ في ذاتـي
يـــا عـالـما ً صار أوقــاتــا ً لعـاشِـقـة ٍ
فكُـنــت ُ ساه ٍ بـضَبطِ العشق مــيقـاتي
فاختـرتُ عـامَـكِ تـارِيـخـا ً...أُبـجـِّـله
واخـترت ُ وَقــتـَـكِ مِـيقـاتـا ً لـساعـاتي
يــا شَجرَةَ اللَوْزِ...يـا طـَيـفـاً أُعـانِـقـُهُ
يــا قُــنصُلَ الحُـبِّ في شَتـَّى سَفاراتـي
يــا نجمَة ً تـتجَلـّى فَــوقَ مَـمــلــكــتـي
عـرشـا ً يَحـوزُ مَلايــيــنَ المـَـقـامــات ِ
***************************************************
تـلـميـذة ٌ...عـشـقـت طـلابَ مدرسـتي
وتـَيـَّمَتـني .. وصارت تلك ...مَولاتي
ونسـَّـبَتني ..... كتـلـمـيـذٍ بــجــانـِـبـِهـا
أتـلو عَلى سَـمعِـها .... أَرقى كِـتاباتـي
صارَت لـتـَنـقـُـدُني بالشِّـعــرِ مُـبـتـدِئـا ً
أحـبـو لأَسـمَـعَ.... أَقــوالَ القــداسـات ِ
***************************************************
يا شَمسُ ... يا قِبلَةَ العُشّـاقِ ...مُعـتقدا ً
قـبل القـُرون.... وقبل البَـدْء مـيـقـاتي
يا ديمَة ً تـحـتـَوي أمـطارَ مــمــلـكـتي
للعـاشِــقــيْـنَ ...تـُنـَدّي فـوقَ واحاتــي
مـا كُـنـتِ تـَدريـنَ أنَّ الـيـأسَ...أَذبَـحُـهُ
وأنَّ جُـرحَـكِ....نـَقـشٌٌ فـي عِـبـاراتـي
وأنَّ مَـجـدِيَ كـَونٌ ... لا انـتِـهــاءَ لــَهُ
وأنًّ صَـبْـرِيَ جُــزءٌ مــن مُــعــانــاتي
بَـيْضاءُ يـا وَرَقَ الـدُّفـلى ...أَغُـصُّ بِه ِ
قــَرَّرْتُ أَنْ أُقـصي اليَومَ افـْـتـِتـاناتـي
بانـَتْ "سَـناءُ"وَقـَد أَقـسَت خُيوط َيَـدي
وأَشْــعَلَتْ حـقـدهـا في صدر ثوراتـي
رَسَـمْتُ مَهْـدا ً لِقــُوَّاتِ الرِّماح ِ وَعَـن
يـُـمْــنايَ بالـقـَهْرِ تـابَعْتُ انـْتِصاراتي
قـاوَمْـتُ جـاهـا ً لـِبـَلــقـيـس ٍ أَفـاتـِنـتي
حَطـَّـمـْت ُ أرضَكِ في تـزريع ِراياتي
بـل وانتصَرْتُ عَـلى الأَقــوام ِكـامـِلـة ً
أَطـفأت ُ مَجدَكِ واسـترجَعت ُ غاباتي
نـَفــَيـتـُك ِ اليـومَ من أصقاعِ قـاهــِرَتي
صَلـَّبـتـُك ِ زَمهَريْرا ً فـي حـِـجــاراتِ
أوقـَـفـتـُها جَـسَداً...أَسَّـسْـتُ حاضِرَتي
من حُصرُم ٍ .. ومِن أولى الحَضاراتِ
لا تَحـزَني فلقد أَرهَــقــتِ لـي جَـفــني
أيـبَـستِ لي...وَمِنَ الأَحقـاد ِ دَمعـاتـي
غـادَرت ُ مـمـلكة العـُشَّـاق ِ مُكـتــَئِـبا ً
وَبـِت ُّ أَعْـصِرُ من جـفــنيَّ آهــاتـــي
دَمْعُ المَدائـِنِ يَـبْكي وَهْـوَ مُـحْـتَـضـِر ٌ
فـَمَـزَّقَ الغـَـدْرُ أَوْتــارَ الـشِّــراعـــاتِ
الصُبـحُ أَدبَـرَ مَـطعـونـاً ...على كـَتِفي
واللـيـلُ أحـرقَ جـمـعـاً مـن حِكـاياتي
بَـقــِيْت ُ وَحْـدي...وَقَدْ ماتَـتْ دَفـاتِـرُنـا
وَحـَدَّ شـِعْري كـَئـِيـْبا ً فـي وُرَيْــقــاتِ
سَلام ُ حُـزنٍ عـلى العُـشّـاق في تـَرَفٍ
تاهَتْ بِهِ قـُـبَلي ..أرْضي ...سَماواتي
أنمار محمد محاسنة
1ــــ10/5/2005