منتديات أقلام و أوراق
مرحبا بالزائر الكريم، حتى تتمكن من الاستفادة أكثر ، نرجو منك التسجيل
منتديات أقلام و أوراق
مرحبا بالزائر الكريم، حتى تتمكن من الاستفادة أكثر ، نرجو منك التسجيل
منتديات أقلام و أوراق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات أقلام و أوراق

حاول دائما أن تبلغ الهدف
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 رسائل جبران لمي (الحلقة 15)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الخنساء
مشرف عام
مشرف عام
الخنساء


الاسم بالعربية : الخنساء
المهنة : طالبة علم
الاهتمامات : الإبداع الأدبي
الهوايات : المسابقات الفكرية والثقافية
المزاج : أقبل النصيحة وأبحث عن الأمان
انثى
تاريخ التسجيل : 23/02/2010
رقم العضوية : 3
عدد المساهمات : 254
نقاط المساهمات : 5964
نقاط تقييم متنوعة : 3

رسائل جبران لمي (الحلقة 15) Empty
مُساهمةموضوع: رسائل جبران لمي (الحلقة 15)   رسائل جبران لمي (الحلقة 15) Icon_minitimeالأحد يوليو 11, 2010 8:18 am


نيويورك 26 شباط 1924



نحن اليوم رهن عاصفة ثلجية جليلة مهيبة، وأنتِ تعلمين يا ماري أنني أحب جميع العواصف خصوصاً العواصف الثلجية. أحب الثلج، أحب بياضه وأحب هبوطه وأحب سكوته العميق. وأحب الثلج في الأودية البعيدة المجهولة حيث يتساقط مرفرفاً ثم يتلألأ بنور الشمس ثم يذوب ويسير منشداً أغنيته المنخفضة.

أحب الثلج وأحب النار، وهما من مصدر واحد، ولكن لم يكن حبي لهما قط سوى شكل من الاستعداد لحب أقوى وأعلى وأوسع.

ما ألطف قول من قال:

يا ميّ عيدك يوم *** وأنت عيد الزمان


وما أعظم الفرق بين هذا البيت العربي و "بيتٍ" لشاعر أماركي من قصيدة بعث بها إليَّ في الآونة الأخيرة، قال:

Your Honour and reward *** That you shall be crucified


" في الصلب شرفك وثوابك"

لا بأس- على أنني أخشى بلوغ النهاية قبل الحصول على هذا الشرف وهذا الثواب.

لنعد هنيهة إلى "عيدك" أريد أن أعرف في أي يوم من أيام السنة قد ولدتْ صغيرتي المحبوبة. أريد أن أعرف لأنني أميل إلى الأعياد وإلى التعييد. وسيكون لعيد ماري الأهمية الكبرى عندي. ستقولين لي " كل يوم يوم مولدي يا جبران" وسأجيبك قائلاً " نعم، وأنا أعيّد لك كل يوم، ولكن لا بد من عيد خصوصي مرة كل سنة".

سررت بإبلاغك إياي أن ذقني ليست لي. سررت جداً جداً، وأظن أن تسليم ذقني أول تلك " الشروط" الدولية. لقد كانت هذه الذقن مسرحا للاهتمام غير اللازم وللتعب غير اللازم. والآن وقد صارت ذقني في حوزة سواي عليَّ أن أرفع عنها يدي- ومنجلي! فليحتمل من يملكها مسؤولياتها. بارك الله فيها لمن يملكها. ولي من ذكائك المدهش ما يوقفني عن الإسهاب في هذا الموضوع الزراعي.

كذا- أما بخصوص الخلاف الذي كان بين إهدن وبشري فقد زال بكليته، ولقد قرأت في بعض الصحف أن "جمعية الشبيبة البشراوية" دعت " جمعية الشبيبة الإهدنية" إلى وليمة في مار سركيس بشري، وبعد ذلك بأيام دعت الشبيبة الإهدانية البشراوية إلى وليمة في مار سركيس إهدن. أنا أعتقد أن الخصام قد ابتدأ بالسركسيين القديسن، غفر لهما الله، وظل الخصام على قدم وساق حتى قام من البلدتين فتيان لا يعرفون شيئاً عن السراكيس. ولكن الوفاق بين إهدن وبشري لا يعني أننا ( أنتِ وأنا) لن نحتاج في المستقبل إلى صندوق الذهب "الحلو المليح" لا ، لا يعني هذا أبداً، فأنت وأنا سنبقى متكلين على صندوق الذهب حتى يتكل كل منا على رفيقه.

انظري يا محبوبتي العذبة كيف قادنا المزاح إلى قدس أقداس الحياة: عندما بلغتُ هذه الكلمة " رفيقة" ارتعش قلبي في صدري فقمت ومشيت ذهاباً وإياباً في هذه الغرفة كمن يبحث عن رفيقه. ما أغرب ما تفعله بنا كلمة واحدة في بعض الأحايين- وما أشبه تلك الكلمة الواحدة برنين جرس الكنيسة عند الغروب. إنها تحول الذات الخفية فينا من الكلام إلى السكوت، ومن العمل إلى الصلاة.

تقولين لي أنك تخافين الحب. لماذا تخافينه يا صغيرتي؟ أتخافين نور الشمس؟ أتخافين مدَّ البحر؟ أتخافين طلوع الفجر؟ أتخافين مجيء الربيع؟ لما يا ترى تخافين الحب؟.

أنا أعلم أن القليل في الحب لا يرضيك، كما أعلم أن القليل في الحب لا يرضيني. أنت وأنا لا ولن نرضى بالقليل. نحن نريد الكثير. نحن نريد كل شيء. نحن نريد الكمال. أقول يا ماري أن في الإرادة الحصول، فإذا كانت إرادتنا ظلاً من أظلال الله فسوف نحصل بدون شك على نور من أنوار الله.

لا تخافي الحب يا ماري، لا تخافي الحب يا رفيقة قلبي، علينا أن نستسلم إليه رغم ما فيه من الألم والحنين والوحشة ورغم ما فيه من الالتباس والحيرة.

اسمعي يا ماري: أنا اليوم في سجن من الرغائب. ولقد ولدتْ هذه الرغائب عندما ولدتُ. وأنا اليوم مقيد بقيود فكرة قديمة، قديمة كفصول السنة، فهل تستطيعين الوقوف معي في سجني حتى نخرج إلى نور النهار، وهل تقفين إلى جانبي حتى تنكسر هذه القيود فنسير حرَّين طليقين نحو قمة الجبل؟

والآن قربي جبهتكِ. قربي جبهتك الحلوة- كذا، كذا. والله يبارككِ والله يحرسكِ يا رفيقة قلبي الحبيبة.


جبران
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رسائل جبران لمي (الحلقة 15)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رسائل جبران لمي (الحلقة 10)
» رسائل جبران لمي (الحلقة 12)
» رسائل جبران لمي (الحلقة 13)
» رسائل جبران لمي (الحلقة 14)
» رسائل جبران لمي (الحلقة 14)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات أقلام و أوراق :: فئة إبداع وأدب :: منتدى الرسالة-
انتقل الى: